منتدى شباب مجمع اعلام مدينة السلام
عزيزى الزائر يشرفنا اشتراكك فى منتدى شباب مجمع إعلام مدينة السلام حتى تسطيع التصفح والمشاركة
منتدى شباب مجمع اعلام مدينة السلام
عزيزى الزائر يشرفنا اشتراكك فى منتدى شباب مجمع إعلام مدينة السلام حتى تسطيع التصفح والمشاركة
منتدى شباب مجمع اعلام مدينة السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب مجمع اعلام مدينة السلام

عطاء متواصل بلا حدود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعلانات خاصة

 

 مملكه الظلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
eslam samy
عضو نشط
عضو نشط
eslam samy


عدد المساهمات : 259
نقاط : 387
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/08/2009
العمر : 35
الموقع : فى الدنيا

مملكه الظلام Empty
مُساهمةموضوع: مملكه الظلام   مملكه الظلام I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 21, 2009 12:28 am



" الشمس الحارقة تعلن عصيانها ، في كبرياء تتربع في حضن السماء ، و الضغط المرتفع يزيد من حرارة الجو .. صوت مهراز والدتي يصُم الآذان و يرتفع و تتسارع دقاته في خبث تثير توتري ، بينما غناء أختي لمياء المزعج يرتفع هو الآخر ليضيف للمشهد جرعات أخرى من التوتر " آجرادة مالحة فين كنتِ سارحة ، في جنان الصالحة ... " .. و الغراب المشؤوم يحوم في الأعلى فوق خيمتنا الصغيرة المهترئة ..
مرت ثلاث أيام و لم يعد أبي بعد .. صمت والدتي المتواصل يقلقني ، و أختي لا تتوقف أبدا و هي تلاعب تلك الدمية المرقعة بين أناملها " آجرادة مالحة ، فين كنتِ سارحة ... " .. الوقت يمر و يمر ، و لا يتغير من الصورة سوى موقع الشمس التي شارفت على الغروب و الأكل الذي بحوزتنا أوشك على النفاد ... المهراز يدوي " طان .. طان .." غناء أختي لا يزال متواصلا " آجرادة مالحة .... "
اللوحة الرملية المنثورة على حد البصر لا تُعلن على أي جديد و أبي لم يعد للآن ، و ابتعاد أي منا عن الخيمة يعني ضياعه و سط هذه الصحراء النائية ... أخشى أن يتأخر أبي أكثر من اللازم فيعود و لن يجد في انتظاره أكثر من ثلاث جثت هامدة نال منها العطش و الجوع ..

اللعنة .. عاد صوت الغراب من جديد و قد غير قليلا في لحنه ، كأنما يحمل أخباراً مشؤومة أخرى ، و خلف خيمتنا أسمع وقع أقدام .. خطى شخص يتجول بكل ثقة ، لا يمكن أن يكون والدي لأني لم أسمع دقات عكاسه المألوفة ..
" فمن عساه يكون !! "

توقف يا عقلي الصغير عن التفكير فيما هو أكبر . . و تشجعي قليلا يا قدماي و ساعديني على استنهاض نفسي لأرى من بالخارج ... "

نهضت و قد اعتلاني بعض الارتباك ، أسير بخطوات مترددة إلى خارج الخيمة التي ما إن غادرت رحمها حتى توقف وقع الأقدام ، و عم السكون إلا من صوت الغراب المتواصل الذي يستفز أعصابي ليحول دونها و دون الهدوء .. جُبت ببصري المكان ولم أجد شيئا .. " لا يُعقل أن يكون ما سمعته منذ قليل مجرد هواجس "
تحديت قليلا خوفي و سرت إلى وراء الخيمة لأجلس هناك و أستغل بعضا من اللوحة الجميلة التي رُسمت في السماء ، نجوم متناثرة هنا و هناك ، تتلألأ و تتراقص حول القمر المنير كتراقص الجواري حول أمير القصر ..
نسيم يهب ليهز خصلات شعري و يداعبها في رفق لينسيني ما عانيته من حر النهار .. و صوت وقع الأقدام يعود و أحسه يقترب مني .. لم ألتفت تجاهه ظنا مني أنه يرجع لأختي ، لكن الصوت الذي اخترق مسامعي لم يكن صوت أختي ، ولا والدتي ، ولا صوت والدي الغائب ... نهضت مذعورة من مكاني ليقع بصري على شاب ما رأيت مثل جماله من قبل .. له نظرة جميلة تشعر الواحد بسحر تملكه .. بصعوبة بالغة استطاع لساني أن يركب حروف الكلمات لينطقها ، سألته من يكون لكنه لم يجبني ، بل تقدم مني بضع خطوات و قال : ما ظننتك بهذا الحسن آنسة روان .. .. لم أتوتر لأنه يعرف إسمي ، و لم أسائِل نفسي كيف ، بل غصت في ابتسامته الرقيقة و في دفئ صوته الذي يتسلل إلي كأنما سمفونية تُعزف خصيصا لأجلي .. ما استطعت التعليق و لا شكره لإطراءه و إنما أعدت سؤاله من يكون ، ليجيبني بكل وثوق و جدية اختلطا بلطف بالغ : أنا الزائر المنتظر ، زائر الليل آنستي .. بامكان أي شخص أن يتخيل موقفي حينها و ردة فعلي ، تلجم لساني و انعقد ، أخذ الكون يدور من حولي و الأفكار تتضارب برأسي و التساؤلات تسابق بعضها البعض في هيستيرية " هل يُعقل أن المجرد حكاية التي تقصها والدتي لأختي قبل النوم حقيقية ؟ أصحيح أن لزائر الليل وجود ؟ و إن كان كذلك ، روح من جاء لأخذها ؟! " ... ساد الصمت طويلا و أنا أفرك يدي ببعضهما فعاد يقول : الحقيقة جميلتي أن الروح التي جئت لأخذها هي روحك .. تسمرت عيناي فكيف تمكن من قرائة أفكاري .. صعب جدا على الإنسان أن يحتمل فكرة أنه حان موعد وفاته ، لكن في حالتي أنا أفضل أن أكون من يقع عليها الاختيار ، فإن أخذَ والدتي لا أحد سيرعانا أنا و أختي بعدها ، و إن أخذ أختي فلن يكون ذلك عادلا و هي لا تزال في سن الصبى ، لذا فإن الأهون أن أكون أنا من يأخذ روحها .. طلبت منه أن يعطيني بعض الوقت لأرى فيه والدتي و لو لآخر مرة فابتسم بالايجاب ، كانت ابتسامته مثيرة للريبة لكن تجاهلتها و مضيت لداخل الخيمة ، وجدتهما تغطان في نوم عميق ، حزنت لفراقهما ، لإحساسي بأن والدتي ستتألم بعد موتي ، كادت دمعة تنزل من عيني لولا ذلك المشهد الذي قادني للضحك ، فقد كانت أختي تحلم و تهدي بأنشودتها المملة كالعادة " آجرادة مالحة ، فين كنتي سارحة ... " " آه يا صغيرتي ، لن أسمع هذا الغناء بعد اليوم ، سأشتاق له تماما كاشتياقي لك . . أود أن أحضنك ولكن لن أفعل حتى لا يكون الفراق أصعب مما هو عليه " .. وسط كومة حزني و همومي التي أثقلت كاهلي فجأة جاء صوت من خارج الخيمة استيقظ على اثره البقية ، وقفت والدتي مذعورة و خرجت تتفقد الأمر ، بينما اقتربت مني أختي في خوف و أمسكت بثوبي بيديها المرتجفتين ، لم أبال كثيرا بها و إنما لحقت بوالدتي لأرى منظرا ما أظن أن هناك عينا بشرية قد تصدقه " شابة في منتهى الرشاقة و الجمال بفستان أسود جميل و شعر منسدل يغازله نسيم الليل في لطف ، تعتليها نظرة حادة و بيدها اليمنى تمسك صولجانا تحول فجأة لسيف أقل ما قد يُقال عنه أنه كفيل ببثر عنق الواحد بضربة واحدة ، و إلى جانبها شاب آخر وسيم ، ارتفع في الجو و هو يفرد جناحيه في خيلاء ، و قد اعتلته هو الآخر نظرة واثقة إلى جانبها ابتسامة خبيثة تدل على أنه يحمل بجعبته العديد من الأسرار " كان من حقي أن أعتقد بأني في حلم و سأستيقظ منه لولا أن اقترب مني زائر الليل فجأة و جرني بعنف ثم وضع سيفه الذي أخرجه حول رقبتي و أخذ يقول موجها كلامه للسيدة و الشاب الذي معها : خطوة واحدة لأي منكما و أقتلها .. صرخت والدتي حينها ، و جائني صوت بكاء أختي يصم الآذان و هي تنادي كأي طفل " أمي .... " بينما أخذت أنا أتسائل في داخلي ما الذي يحدث بالضبط ، لتأتي وسط كل هذا زمجرة ألقتها تلك الشابة و هي تقول : أتتجرأ يا حقيرا على تحدي سيدة الظلام ، أوَ تظن بأنك تهددني بقتل الفتاة ، دعها جانبا فموتها و حياتها لا يعنيان شيئا أمام ما أزهقت للآن من أرواح ، جعلت هذه المنطقة كالشراك بالنسبة إليك ، كل من مر بها وقع في قبضتك للتحايل عليه و أخيرا تأخذ روحه بعد اقناعه أنك قابض الأرواح ، فقط لتعيش عليها ..
هذه المرة لن تُفلت ، قد أرحمك و لن أجعل النهاية على يدي لأني أخشى أن أقطع جسدك أشلاءا فلا تقبل بها وحوش بواباتي كعشاء لها ، و سأترك المهمة لحارس الجحيم .. هنا تقدم الشاب صاحب الجناحين بكل عزم ، غير مبال بترترة زائر الليل الذي يطوقني بقوة و الذي أخذتُ أحس ارتجاف جسده شيئا فشيئا كلما اقترب منه الشاب الذي يُدعى حارس الجحيم ، حيث قام هذا الأخير برفع زائر الليل من رقبته و الرمي به أرضا ، ثم دخلا في صراع طويل لم نستطع أن نرى منه شيئا نظرا للرمال التي تصاعدت حولهما تحجب عنا الرؤيا و التي ما إن خمدت حتى كان بامكاننا مشاهدة حارس الجحيم يتقدم نحونا و هو لايزال محافظا على ابتسامته ، بينما ترك خلفه زائر الليل طريحا أرضا تتسابق له أيدي ظهرت من العدم تجره لحيث بوابة فُتحت و تأخذه لحيث لا أدري ...
توقف كل شيء فجأة و ساد بعض الصمت ، هرعت إلى والدتي التي كانت قد فقدت وعيها ، أخذت أبكي لجانبها ، فبعد الصمود الطويل أحسست بانهيار قوي ، و ما هي إلا لحظات حتى شعرت بيد على كتفي ، رفعت رأسي فإذا بها تلك الشابة تقول : انهضي ، بعدما تستيقظ والدتك لن تتذكر شيئا ، و كذلك أختك فقد ألقيت عليهما تعويذة بسيطة ، و ذلك لصالحهما ، و أعتقد أنك الآن تنتظرين تفسيرا لما يحدث ، عزيزتي إن كل ما في الأمر أنك كنت ستكونين واحدة من بين ضحايا هذا اللعين الذي يسمي نفسه زائر الليل ، و إنما اسمه الأصلي هو " سحت الليل " ..هكذا يلقبونه في بلاد المغرب ، يمتص دماء الناس ليعيش عليها ومع كل شخص يسلب روحه يزداد عمره طولاً .. إنه ينحذر من فصيلة نادرة لمصاصي الدماء و خطيرة ..
مكان تواجدكما الآن هو منطقته المفضلة ، فهي نائية و لا يمر منها إلا العائلات التي تعتمد نمط الترحال كنمط عيش لها .. عموما سأعمل على تسهيل طريق العودة لوالدك ، و سأبعت لك ببعض ما يلزمك و بقية العائلة من طعام مع أحد الخدم .. أما الآن فواجب علي الانصراف ..

و هكذا انطلقت سيدة الظلام التي غمرتني بلطفها و حارس الجحيم يجران خطواتهما بعيدا حتى ابتلعتهما الظلمة ، بينما بقيت أنا أعمل على حمل كل من والدتي و أختي لداخل الخيمة و أنتظر حلول الصباح في لهفة لاحساسي القوي أنه سيعلن على قدوم والدي .. مر الوقت و توالت السنين تلوى الأخرى ، و تحسن وضع عائلتي كثيرا و ها أنا ذي أقص عليكم واحدة من بين أجمل و أغرب الأمور التي صادفتها في حياتي ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مملكه الظلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب مجمع اعلام مدينة السلام :: الركن البعيد الرايق :: ركن الرعب-
انتقل الى: